صلاة الضحى ... علاج الروح والبدن

صلاة الضحى ... علاج الروح والبدن



لا شك أن الإلتزام بتعاليم الإسلام مجلبة لكل خير, والإبتعاد عنها مجلبة لكل سوء وشر . ومن تعاليم الإسلام الجميلة المحافظة على صلاة الضحى . يقول النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما في سنن أبي داوودـ(( يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة : تسليمه على من لقي صدقة وأمره بالمعروف صدقة , ونهيه عن المنكر صدقة , وإماطته الأذى عن طريق الناس صدقة, وبضعة أهله صدقة ويجزئ من ذلك كله ركعتان من الضحى.)))
و يقول أهل الإختصاص بالساعة البيولوجية وإيقاعاتها في الجسم البشري أن ذلك الوقت تكون مخاطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية في أعلى معدلاتها. ولعل صلاة الضحى مع الوضوء قبلها والسجود المصحوب بالطمأنينة فيها تساهم في درء تلك المخاطر وخفض معدلاتها.
وذكر القرطبي في تفسيره أنها الساعة التي كلم الله فيها موسى عليه السلام , وقيل هي الساعة التي سجد فيها سحرة فرعون.
ولا شك أنها ساعة مباركة وتأثيرها على الشيطان مما لا يخفى. ولعل السر في تأثيرها على الشيطان أنها تكون في وقت يكون الشيطان فيه مرهقاً لشدة الضوء ولأن الجن والشياطين مخلوقات تصحو بالليل وتنام بالنهار, عكسنا نحن البشر فيكون ذلك الوقت , وقت راحتهم وهجوعهم , فتأتي صلاة الضحى وتزلزلهم وتقض مضاجعهم وتزهقهم,لا سيما إن طال فيها السجود والتضرع والدعاء.
وصلاة الضحى تكون علاجاً للروح ـ أيضاً ـ ومدخلاً للتوبة وساعة تصفو فيها الروح وتزكو لضعف الشيطان القرين الموسوس ـ آنذاك.
ولذلك قال عنها محمد عليه الصلاة والسلام( صلاة الأوابين حين ترمض الفصال)
وتأمل معي قول الله تعالى (( والضحى . والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى )) كيف أن الله أقسم بالضحى وقدمه على سكون الليل الذي منزلته عظيمة, ليجعل جواب القسم أنه مازال على العهد محباً لك فأقبل ولا تخف مهما بلغت ذنوبك فهنا الرحمة والمغفرة.
وصلاة الضحى من أفضل وسائل الإلتزام والإستقامة والتغيير نحو الأفضل . يقول علماء التربية لكي تغير الشخص لا بد من تغيير اهتماماته, وصلاة الضحى فيها نوع من تغيير اهتمامات الشخص وذلك أنها تنقل الشخص من بيئة العمل والبيع والشراء وهمومها إلى بيئة المسجد والمصلى حيث الطهارة والنقاء

فأوصي نفسي وإخواني بالأهتمام بها وحث الناس عليها و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته